صورة وحدث

قافلة الجمال في قلب المكلا العتيقة

لحظة من التاريخ ..
قافلة الجمال في قلب المكلا العتيقة ..
تخيل نفسك تنقل إلى حقبة زمنية سابقة لتشاهد هذا المنظر
لقوافل الجمال التي تحمل على ظهورها مؤن لمن هم في الصحاري والهضاب والوديان بحضرموت والمدن المجاورة كذلك  بضائع التجار من هنا .. من  قلب مدينة المكلا العتيقة وعلى ضفاف البحر العربي .
التقطت هذه الصورة النادرة التي تأخذنا في رحلة عبر الزمن.
نشاهد في هذه اللقطة قافلة من الجمال الشامخة المحملة بالمواد الغذائية والمؤن وهي تتقدم بخطوات ثابة و واثقة على ( الدرب )ذلك الطريق التاريخي الذي شيده السلطان عمر بن عوض القعيطي 1922 – 1936 في العشرينيات من القرن الماضي. كان هذا الدرب بمثابة شريان الحياة للمدينة حيث فصل بين البيوت والبحر وحماها من أمواجه العاتية ليكون شارع موازي بعد ما كانت تلك الأمواج ترتطم بالبيوت المطلة على البحر خاصة في أيام الخريف ( الشمال ) .
في خلفية الصورة يظهر جبل قارة المكلا الشاهق ومسجد الروضة الذي يعكس عراقة المدينة والبنط بجانب دار بحول ومسجد الروضة والبيوت المجاورة .
تتجول القافلة بين البيوت الطينية التقليدية، محملة بآمال وتطلعات البدو الرحل الذين رافقوها في هذه الرحلة الشاقة.
كانت هذه القوافل تحمل بضائعها من البخاخير المنتشرة في الحي القديم أو من فرضة الميناء  لتوزعها على القرى والمناطق النائية.
كانت هذه الرحلة بمثابة مصدر رزق للبدو  الذين كانوا يتطلعون بشوق بعودتهم محملين بالخير والبركة إلى مناطقهم وقراهم ليفرحوا أهاليهم واسرهم .
هذه الصورة التي تعود إلى الأربعينيات من القرن الماضي  تحمل في طياتها الكثير من القصص والحكايات. إنها شاهدة على عراقة التراث الحضرمي  وعلى صمود الإنسان أمام تحديات الطرقات والمسافات البعيدة التي تقضي فيها القوافل بالايام والليالي تحت أشعة الشمس وضوء القمر .
محمد عمر

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!