
شكلنزة أو شكلنزه
تقع شكلنزة شمال غرب مدينة الشحر، على بُعد نحو 18 كيلومترًا. كانت تُعرف بأنها قرية غنية بالبساتين وأشجار النخيل، وكانت القوافل تحمّل منها ما يقارب مئتي بهار من التمور والخضروات والفواكه. (يُعادل البهار 15 فراسلة، والفراسلة 20 رطلاً). اشتهرت البلدة بوجود المعايين الصغيرة والآبار، ويُقال إن آخر مزرعة جفّت فيها كانت تعود لآل بامؤمن.
شكلنزة: بين الازدهار والإهمال
رغم تاريخها الغني، أصبحت شكلنزة واحدة من البلدات التي طالها التهميش في محافظة حضرموت، حتى اختفت من الذاكرة المحلية ولم يعد يعرف عنها الكثيرون، سواء من أبناء حضرموت أو من خارجها.
تنقسم البلدة إلى ثلاث مناطق رئيسية: شكلنزة، خورية، وبابطين، وهي مترابطة فيما بينها، لا تفصلها سوى البساتين التي كانت تميزها عن باقي البلدات في ذلك الزمن.
أسطورة خراب شكلنزة
تتناقل الروايات الشعبية أن سبب خراب البلدة يعود إلى لهو أهلها وانشغالهم بالرقص والمجون، مما جعلهم يهملون أعمالهم وأشغالهم. ويُقال إن الله سلط عليهم حشرة النمل، فانتشرت في منازلهم وأفسدت معيشتهم، مما أجبرهم على هجر البلدة بالكامل. ورغم انتشار هذه الرواية، إلا أنها تبقى من حكايات العامة التي لا يُؤخذ بها تاريخيًا.
الأطلال الباقية: مسجد الزاهر
اليوم، لم يتبقَّ من شكلنزة سوى أكوام من الحجارة التي كانت أساسًا لمبانيها الطينية، فيما اختفت السقوف والأبواب تمامًا. ولكن المعلم الوحيد الذي لا يزال صامدًا هو مسجد الزاهر، الذي يُعد الشاهد الأبرز على تاريخ البلدة.
وصف المسجد
المسجد صغير الحجم، مبني على شكل مربع من الطين ومجصص من الداخل والخارج.
يحتوي على أربعة أعمدة (سواري) ترتكز عليها تسع قباب صغيرة، تهدم منها أربع وبقيت خمس.
السقف مبني بنظام العكوف المدعوم بالقوائم العريضة.
يقع مكان الوضوء خارج المسجد، بجوار البئر الخاصة به، والتي تظهر آثار تهدمها من الجانب الشرقي.
شكلنزة اليوم لم تعد سوى ذكرى غامضة بين الأطلال، تحكي قصة بلدة مزدهرة تحولت إلى أثر مندثر، وبقي منها مسجدها الصغير كآخر شاهد على ماضيها.










توثيق وتصوير فريق المنصة
شكلنزه – فبراير/2025م