تاريخ حضرموت

منطقة روكب القديمة – المكلا

مدينة روكب هي إحدى المناطق التاريخية الواقعة على ساحل بحر العرب في محافظة حضرموت، اليمن. يحدها من الغرب مدينة المكلا، ومن الشرق مدينة الشحر. تتميز بساحل رملي نظيف محاط بأكوام رملية بيضاء تمتد حتى قرب بحر بلدة شحير شرقًا، وتنتهي بالصخور الجبلية الممتدة على الشاطئ الغربي عند رأس روكب، المعروف حاليًا برأس المكلا. تتصل اليابسة حولها بوديان ساحلية وتربة رملية مختلطة بطين مالح، متصلة بأرض جبلية مرتفعة عن سطح البحر بأكثر من عشرة أمتار. يقطنها سكان أغلبهم من الصيادين، وتتميز ببيوتهم القريبة من الساحل.

يُعتبر جامع مدينة روكب القديمة من أبرز معالمها الأثرية والتاريخية. يقع الجامع بالقرب من الساحل، وقد تم بناؤه في بداية العقد الثاني الهجري، بعد مسجد بندر الشحر. تجدد بناؤه عدة مرات، وحُفرت بجانبه بئر للماء للغسل والطهور، بدلاً من استخدام ماء بئر العقيق المالحة. يُذكر على مخطوط التابوت المصنوع من خشب السيسم للشيخ أحمد بن عبدالرحمن بن مطهر العمودي، المدفون سنة 625 هجرية، أنه وافد من بلدة بضه في وادي دوعن.

في الجانب التربوي، تم بناء أول مدرسة ابتدائية في روكب في بيت حميدون عام 1939م واستمرت حتى 1941م، بمبادرة من السلطان صالح القعيطي. افتُتحت المدرسة الحكومية سنة 1942م في فترة المقدم سعيد عوض بن جوهر الخليفي. أُغلقت المدرسة بعد انتشار مرض القطيب لأكثر من خمس سنوات، ثم أُعيد فتحها في بيت حميدون الصدقة من عام 1950م حتى 1952م.

سكنت المدينة العديد من الأسر والقبائل منذ القرن الثالث عشر الهجري، مثل آل عبدون، آل باحيدان، آل علاو، وآل المرفدي، بالإضافة إلى أسر أخرى. بعد تحقيق الوحدة اليمنية، انتقلت إلى روكب عدة قبائل من داخل وخارج محافظة حضرموت، مثل آل باوزير، العمودي، الجيلاني، وباعطية.

توثيق فريق المنصة – فبراير/2025م

تعتبر روكب أقدم من المكلا تاريخيًا. كانت روكب موجودة كمستوطنة ساحلية للصيادين قبل نشوء مدينة المكلا، حيث تُذكر في المصادر التاريخية كمنطقة مأهولة منذ قرون.

تسمية روكب تعود بكون المنطقة محطة استراحة أو تجمع للصيادين والتجار القادمين من البحر، ما جعلها مكانًا للركوب أو النزول قبل متابعة الرحلات البحرية أو البرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!