تاريخ حضرموت

تريم عاصمة الثقافة الإسلامية

مدينة تريم، الواقعة في محافظة حضرموت شرق اليمن، حازت على لقب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2010 من قِبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو). وهذا الفوز لم يأتِ من فراغ، بل كان تتويجًا لتاريخٍ ثقافي وعلمي وديني عريق.

نبذة عن تريم عند فوزها بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية:

1- العمق التاريخي والديني:

تُعرف تريم بأنها مدينة العلماء والأولياء، واشتهرت منذ مئات السنين بكونها مركزًا علميًا ودينيًا في العالم الإسلامي.

احتضنت عددًا كبيرًا من المدارس الدينية والزوايا العلمية، أبرزها رباط تريم، الذي خرج الآلاف من طلاب العلم والدعاة إلى مختلف بقاع العالم.

المدينة تُعد مركزًا للفقه الشافعي والتصوف السني المعتدل، ويُعرف أهلها بالاعتدال والانفتاح.


2- التراث المعماري والثقافي:

تميزت بالعمارة الطينية الرائعة، التي تُجسد فنون البناء التقليدي في حضرموت.

تضم عددًا من القباب والمساجد التاريخية التي تعود إلى قرون طويلة، مثل مسجد المحضار الذي يُعد من أبرز المعالم، بمئذنته الطينية التي تُعد الأطول في العالم.


3- النشاط الثقافي والفني:

خلال عام التتويج، شهدت تريم عشرات الفعاليات الثقافية، منها مهرجانات للكتاب، معارض فنون، وندوات فكرية، ولقاءات مع مثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي.

كان التركيز على إبراز الدور الحضاري للمدينة، وتاريخها في نشر الإسلام السلمي، خاصة في دول جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا.


4- رسالتها للعالم الإسلامي:

قدمت تريم نموذجًا للتعايش والسلام، ورسالة واضحة بأن الإسلام دين علم، وثقافة، وحوار.

وقد سُمّيت عاصمة الثقافة الإسلامية لتُذكّر العالم بأن للمدن الصغيرة أحيانًا أدوارًا عظيمة في بناء حضارات كبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!